وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

الآيات، ممّا جاء التعبير فيها وفق أساليب البلاغة الراقية، وقد بلغت حدّ الإعجاز. وبعد، فمن الجفاء العارم إعفاء تلكم العظمة والكبرياء التي امتازت بها تعابير القرآن وأساليبه الفذّة في الإيفاء والأداء، لمجرّد حسبان أنّها خلاف الحقيقة!! وأيّ حقيقة هي أجلى وأوفى ممّا عرضه القرآن في بياناته الرشيدة الحكيمة؟! قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): «وهو (أي القرآن) الفصل ليس بالهزل، وله ظهر وبطن، فظاهره حكم وباطنه علم، ظاهره أنيق وباطنه عميق، له نجوم وعلى نجومه نجوم، لا تحصى عجائبه ولا تُبلى غرائبه، فيه مصابيح الهدى ومنار الحكمة، ودليل على المعرفة لمن عرف الصفة، فليجل جال بصره، وليبلغ الصفة نظره...»[350]. نعم هو دليل على المعرفة لمن عرف الصفة، الأمر الذي تغافله أصحاب الجمود المتزمّتون، فلم يعرفوا للقرآن أناقته في التعبير فضلا عن فخامته في الأداء، فيا لهم من صفقة خاسرة! هذا الإمام أحمد بن المنير الإسكندري يردّ على صاحب الكشّاف تعبيره بالمجاز والاستعارة والتخييل بشأن أساليب القرآن البلاغيّة الراقية، ويتحاشا التعبير بالتخييل بشأنه تعالى، وأنّ كلامه تعالى كلّه على حقيقته.. يقول: «فلأنّا نعتقد أنّ سؤال جهنّم وجوابها حقيقة، وأنّ الله تعالى يخلق فيها الإدراك بذلك بشرطه»[351]. وقال ابن عاشور: «وأمّا القول لجهنّم فيجوز أن يكون حقيقة، بأن يخلق الله في أصوات لهيبها أصواتاً ذات حروف يلتئم منها كلام»[352]. وقال السيّد محمود الآلوسي: «والظاهر إبقاء السؤال والجواب على حقيقتهما.. ونحن متعبّدون باعتقاد الظاهر ما لم يمنع مانع، ولا مانع ها هنا، فإنّ القدرة صالحة،