وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

الوجوب في شيء. قال: «وحكم التمثيل[332] والاستعارة سواء، فإنّك إذا قلت: أراك تقدّم رِجْلا وتؤخّر أُخرى، فأوجبت له الصورة التي يقطع معها بالتحيّر والتردّد، كان أبلغ لا محالة من أن تجري على الظاهر، فتقول: قد جعلت تتردّد في أمرك. فأنت كمن يقول: أخرُجُ ولا أخرُجُ، فيقدّم رجلا ويؤخّر أُخرى..»[333]. وهكذا استعارات القرآن فائقة الجمال، بالغة الكمال، لا غموض فيها ولا تعقيد في البيان، لائحة المفاد، واضحة المراد، وهي إن دلّت فإنّما تدلّ على حقائق راهنة، تحتضنها دقائق تعابير رائعة. فإن كان هناك تخييل أو تمثيل، فإنّما هو في أساليب الأداء، لا في المؤدّيات وهي أعيان ثابتة في عرصات الوجود. انظر إلى هذا التعبير الرائع: (يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلاَْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَزِيد)[334]. هذا من أروع وأبدع أنواع الاستعارة التخييليّة، حيث شُبِّهت جهنّم بذي جشع نهم، رحب البلعوم، مندحق البطن، يأكل ما يجد ويطلب ما لا يجد»[335] وهو من أدقّ التشبيه وأظرفه. قال الزمخشري: «وسؤال جهنّم وجوابها من باب التخييل الذي يقصد به تصوير المعنى في القلب وتثبيته..». قال: «وفيه معنيان، أحدهما: أنّها تمتلئ مع اتّساعها وتباعد أطرافها، حتّى