وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والقرآن ملؤه الاستعارة والكناية والمجاز، وبحقٍّ تُعدّ استعارات القرآن من أبدع وأبرع وأروع الاستعارات التي عرفته العرب. قال ابن رشيق: «الاستعارة هي أفضل أنواع المجاز، وأوّل أبواب البديع. وليس في حُلى الشعر أعجب منها، وهي من محاسن الكلام إذا وقعت موقعها ونزلت موضعها»[329]. وهي من التوسّع في الكلام والتفنّن فيه، مفيضاً عليه ملامح الإدلال والاستدلال، بما فيه من التشبيه والتخييل وروعة التمثيل. وفي الاستعارة نوع من المبالغة القريبة، فيها أناقة ولطف، تُقرّب المعنى وتوضّحه بما فيه من التشبيه والتمثيل، وتكسوه جمالا وروعة، بما فيه من التصوير والتخييل. فكانت الاستعارة في الكلام أناقة في التصوير، وإجادة في التعبير. وقد حصر الشيخ عبد القاهر الجرجاني أسرار البلاغة، ودلائل إعجاز البيان، في فنون التشبيه والتمثيل والاستعارة[330]. قال: «قد أجمع الجميع على أنّ الكناية أبلغ من الإفصاح، والتعريض أوقع من التصريح. وأنّ للاستعارة مزيّة وفضلا، وأنّ المجاز أبداً أبلغ من الحقيقة». قال: «وأمّا الاستعارة فسبب ما ترى لها من المزيّة والفخامة، أنّك إذا قلت: رأيت أسداً، كنت قد تلطّفت لما أردت إثباته له من فرط الشجاعة، حتّى جعلتها كالشيء الذي يجب له الثبوت والحصول، وكالأمر الذي نُصب له دليل يُقطع بوجوده. وذلك أنّه إذا كان أسداً فواجب أن تكون له تلك الشجاعة العظيمة، وكالمستحيل أو الممتنع أن يُعرَّى عنها. وإذا صرّحت بالتشبيه فقلت: رأيت رجلا كالأسد، كنت قد أثبتّها إثبات الشيء، بترجّح[331] بين أن يكون وبين أن لا يكون، ولم يكن من حديث