وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ما يشاكل الممثَّل به، ويقتنعون بذلك. والعلماء يعرفون الحقيقة التي جاءت في طيّ المثال»[279]. وإليك بعض الأمثلة، شاهداً لما ذكره سيّدنا العلاّمة: قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لله وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ الله يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ)[280]. هذا خطاب عامّ يشمل كافّة الّذين آمنوا، يدعوهم إلى الإيمان الصادق والاستجابة ـ عقيدةً وعملا ـ لدعوة الإسلام، والاستسلام العامّ للشريعة الغرّاء; إذ في ذلك حياة القلب، والطمأنينة في العيش، والالتذاذ بنعمة الوجود. أمّا الحائد عن طريقة الدين، والمخالف لمنهاج الشريعة، فإنّه في قلق من الحياة، يعيش مضطرباً، قد سلبت راحتَه كوارثُ الدهر، يخشى مفاجئتها في كلّ لحظة وأوان. وأمّا المتّكل على الله، فهو آمن في الحياة، يداوم مسيرته، فارغ البال في كنفه تعالى (وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى الله فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ الله بَالِغُ أَمْرِهِ)[281]، (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ الله أَلاَ بِذِكْرِ الله تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)[282]. هذا تفسير الدعوة إلى ما فيه الحياة، ولعلّه ظاهر لا غبار عليه. وأمّا قوله تعالى بعد ذلك: (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ)[283] فيعلوه غبار إبهام; إذ يبدو أنّه تهديد بأُولئك الحائدين عن جادّة الحقّ، أن سوف يُجازَوْن بحيلولة بينهم وبين أنفسهم.