وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وبعبارة ثالثة: الحاجة إلى عرفان مصطلحات القرآن، إنّما تكون في موارد التفسير; حيث الغموض والإبهام في ظاهر التعبير، دون ترجمة الألفاظ والكلمات، وإدراك مفاهيم الكلام وَفق الأعراف العامّة، ممّا يعود إلى البحث عن حجيّة الظواهر، فإنّها حجّة بلا كلام، سواء في القرآن أم في غيره، سواء بسواء. وهذا غير المبحوث عنه هنا، حيث خفاء المراد وراء ستار اللفظ، المعبّر عنه بالبطن المختفي خلف الظهر. فالظهر لعامّة الناس حيث متفاهمهم، ويكون حجّة لهم ومستنداً يستندون إليه في التكليف، أمّا البطن فللخاصّة ممّن يتعمّقون في خفايا الأسرار، ويستخرجون الخبايا من وراء الستار. ومن ثمّ كان المطلوب من الأُمّة (العلماء والأئمّة) التفكّر في الآيات والتدبّر فيها، وتعقّلها ومعرفتها حقّ المعرفة، قال تعالى: (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّـاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّـهُمْ يَتَفَكَّـرُونَ)[275]. وقال: (أَفَـلاَيَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُـوب أَقْفَـالُهَا)[276]. وقال: (كِتَـابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَـارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الألْبَابِ)[277]. وقال رسول الله(صلى الله عليه وآله): «له ظهر وبطن، فظاهره حكمةٌ وباطنه علم، ظاهره أنيق وباطنه عميق، لاتحصى عجائبه ولاتُبلى غرائبه، فليجل جال بَصَرَهُ، وليبلغ الصفة نظره، فإنّ التفكّر حياة قلب البصير»[278]. قال العلاّمة الفيلسوف ابن رشد الأندلسي: «وقد سلك الشرع في تعاليمه وبرامجه الناجحة مسلكاً ينتفع به الجمهور، ويخضع له العلماء. ومن ثمّ جاء بتعابير يفهمها كلّ من الصنفين: الجمهور يأخذون بظاهر المثال، فيتصوّرون عن الممثَّل له