وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

لفهم آية، على حجّة نظريّة عقليّة أو فرضيّة علميّة، ونحو ذلك»[274]. وتوضيحاً لما أفاده سيّدنا العلاّمة في هذا المجال، نعرض ما يلي: كان للبيان القرآني أُسلوبه الخاصّ في التعبير والأداء، ممتازاً على سائر الأساليب، ومختلفاً عن سائر البيان; ممّا يبدو طبيعيّاً، شأن كلّ صاحب فنّ جديد كان قد أتى بشيء بديع. ومن ثمّ كان للقرآن لغته الخاصّة به، ولسانه الذي يتكلّم به، ولهجته التي يلهج بها، ممتازةً عن سائر اللهجات. نعم، إنّ للقرآن مصطلحات في تعابيره واستهداف مراميه، كانت تخصّه، ولا تُعرف مصطلحاته إلاّ من قبل نفسه، شأن كلّ صاحب اصطلاح. ومن المعلوم أنّ الوقوف على مصطلحات أيّ فنّ من الفنون، لا يمكن بالرجوع إلى اللغة وقواعدها، ولا إلى الأُصول المقرّرة لفهم الكلام في الأعراف; لأنّها أعراف عامّة، وهذا عُرف خاصّ. فمن رام الوقوف على مصطلحات علم النحو ـ مثلا ـ فلابدّ من الرجوع إلى النحاة أنفسهم لا غيرهم، وهكذا سائر العلوم والفنون من ذوي المصطلحات. ومن ثَمَّ فإنّ القرآن هو الذي يُفسّر بعضه بعضاً، ويَنْطِقُ بعضُه ببعض، ويَشْهَدُ بعضُه على بعض. نعم يختصّ ذلك بالتعابير ذوات الاصطلاح، وليس في مطلق تعابيره التي جاءت وَفق العرف العامّ. وبعبارة أُخرى: ليس كلّ تعابير القرآن ممّا لايُفهم إلاّ من قِبَله، إنّما تلك التعابير التي جاءت وَفق مصطلحه الخاصّ، وكانت تحمل معاني غير معاني سائر الكلام. أمّا التي جاءت وَفق اللّغة أو العرف العامّ، فطريق فهمها هي اللغة والأُصول المقرّرة عرفيّاً لفهم الكلام.