وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وَهُوَ يُدْرِكُ الأبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)[270]، ( سُبْحَانَ الله عَمَّا يَصِفُونَ)[271]. وهذا هو الذي دعا بالنابهين أن لا يقتصروا على الفهم المتعارف لمعاني الآيات الكريمة، وأجازوا لأنفسهم الاعتماد ـ لإدراك حقائق القرآن ـ على البحث والنظر والاجتهاد. وذلك على وجهين: إمّا بحثاً علميّاً أو فلسفيّاً أو غيرهما، للوصول إلى مراده تعالى في آية من الآيات; وذلك بعرض الآية على ما توصّل إليه العلم أو الفلسفة من نظريّات أو فرضيّات مقطوع بها، وربّما المظنون منها ظنّاً راجحاً، وهذه طريقة يرفضها ملامح القرآن الكريم. وإمّا بمراجعة ذات القرآن، واستيضاح فحوى آية من نظيرتها، وبالتدبّر في نفس القرآن الكريم; فإنّ القرآن ينطق بعضُه ببعض، ويشهد بعضُه على بعض، كما قال عليّ (عليه السلام). قال تعالى: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْء)[272]، وحاشا القرآن أن يكون تبياناً لكلّ شيء ولا يكون تبياناً لنفسه، وقد نزل القرآن ليكون هدىً للناس ونوراً مبيناً وبيّنةً وفُرقاناً، فكيف لا يكون هادياً للناس إلى معالمه، ومرشداً لهم على دلائله؟! وقد قال تعالى: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا)[273]، وأيّ جهاد أعظم من بذل الجهد في سبيل فهم كتاب الله، واستنباط معانيه واستخراج لآلئه. نعم، القرآن هو أهدى سبيل إلى نفسه، لا شيء أهدى منه إليه. وهذه هي الطريقة التي سلكها النبيّ وعترته الأطهار صلوات الله عليهم في تفسير القرآن والكشف عن حقائقه ـ على ما وصل إلينا من دلائلهم في التفسير ـ ولا يوجد مورد واحد استندوا