وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ثالثها: التفسير المُقرِّر للمذهب الفاسد، بأن يجعل المذهب أصلا والتفسير تابعاً، فيردّ إليه بأيّ طريق أمكن وإن كان ضعيفاً. رابعها: التفسير بأنّ مراد الله كذا على القطع من غير دليل. خامسها: التفسير بالاستحسان والهوى»[264]. قلت: ويمكن إرجاع هذه الوجوه الخمسة إلى نفس الوجهين اللّذين ذكرناهما; إذ الخامس يرجع إلى الثالث، والرابع والثاني يرجعان إلى الأوّل، فتدبّر. خلاصة القول في التفسير بالرأي: يتلخّص القول في تفسير حديث «من فسّر القرآن برأيه...»: أنّ الشيء المذموم أو الممنوع شرعاً، الذي استهدفه هذا الحديث، أمران: أحدهما: أن يعمد قوم إلى آية قرآنيّة، فيحاولوا تطبيقها على ما قصدوه من رأي أو عقيدة، أو مذهب أو مسلك، تبريراً لما اختاروه في هذا السبيل، أو تمويهاً على العامّة في تحميل مذاهبهم أو عقائدهم، تعبيراً على البسطاء الضعفاء. وهذا قد جعل القرآن وسيلة لإنجاح مقصوده بالذات، ولم يهدف تفسير القرآن في شيء. وهذا هو الذي عُنِيَ بقوله (عليه السلام): «فقد خَرَّ بوجهه أبعد من السماء»، أو «فليتبوّأ مقعده من النار». وثانيهما: الاستبداد بالرأي في تفسير القرآن، محايداً طريقة العقلاء في فهم معاني الكلام، ولاسيّما كلامه تعالى. فإنّ للوصول إلى مراده تعالى من كلامه وسائلَ وطرقاً، منها: مراجعة كلام السلف، والوقوف على الآثار الواردة حول الآيات، وملاحظة أسباب النزول، وغير ذلك من شرائط يجب توفّرها في مفسّر القرآن الكريم. فإغفال ذلك كلّه، والاعتماد على الفهم الخاصّ، مخالف لطريقة السلف