وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وتعني تعدّد أبعاد القرآن، ولا علم لأحد بها إلاّ الأئمة (عليهم السلام). فقد يفهم الكثير ظواهر القرآن ويدركها، ويستلهم منها، لكن بواطنه ممّا لا يمكن إدراكه، إلاّ ذوو الصلة بالرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله). ردّ روايات مصحف علي (عليه السلام) من المسلم به أنّ مصحف علي (عليه السلام) يختلف عن المصحف الذي في متناول أيدينا قطعاً، لكن اختلافه ليس من حيث الآيات بل من حيث الترتيب، ولا حاجة لإثبات هذا فإنّه ممّا اتّفق عليه العلماء، فقرآن علي (عليه السلام) يختلف في ترتيب الآيات والسور، وسورة (اقرأ) في الحقيقة أول سورة نزلت من القرآن، كما هو معروف، لكن ترتيبها في القرآن الفعلي متأخّر جداً، كما أنّ كثيراً من السور المدنية تقدَّم ترتيبها على السور المكية مع أنّ ترتيب النزول عكس ذلك. يضاف إلى ذلك أنّ قرآن علي تضمَّن تفسير الآيات وتأويلها، وتحديد سبب نزولها، وهو ما يخلو منه القرآن الذي في متناول أيدينا، وقد دلّت على هذا روايات غير قليلة[185]. لا دليل لنا على القول بأنّ مصحف علي يحتوي على آيات قد أُسقطت من قرآننا، ولا رواية واحدة في البين تدلّ على هذا المطلب. فلم نعثر على رواية تدلّ على اختلاف في عدد آيات مصحف علي (عليه السلام)