وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

تقدمية وسائل الإنتاج رجعية الفلسفة: هذا ونحن نشاهد كثيراً من أنماط الفلسفة المثالية (الرجعية ـ في رأي الماركسية) في بيئات متطورة اقتصادياً في حين تنمو الفلسفة المادية في مجتمعات متأخرة. فانجلترا كانت أعلى درجة في سلم التطور التاريخي من فرنسا وألمانيا (ثارت انجلترا سنة 1648 وفرنسا سنة 1789 م. وألمانيا سنة 1848 وهي ثورات بورجوازية منبثقة عن مستوى التطور في رأي الماركسية) ولكن انجلترا كانت مبتلاه بأفظع مثالية (جورج باركلي) و(دافيد هيوم) في حين غرقت فرنسا في مادية (فولتير) و(ديدرو) في القرن الثامن عشر. وقد حاول ماركس القول بأن المادية ولدت في انجلترا على يد (بيكون) والاسميين([39]) ولكن الواقع أن بيكون كان غارقاً في المثالية وإنّما دعا إلى (التجربة) فقط وإن الاسميين الفرنسيين مثل (بورستان) و(اورويول) قد سبقوا الاسميين الانجليز. وعليه فلا علاقة حتمية بين المفاهيم الفلسفية والوضع الاقتصادي. الفلسفة والعلوم الطبيعية: وهذه التبعية ليست حتمية كذلك فقد تسبق الفلسفة العلم في مجال تفسير الكون فقد قال (ذيمقراطيس) بالتفسير الذري للكون منذ أمد بعيد ولم يصدقه العلم حتى عام 1805 حيث طلع (دالتن) على العالم باستخدام الفرضية الذرية في تفسير النسب الكيمياوية الثابتة. الفلسفة والطبقية: ترى الماركسية أن (المثالية)ـ وتقصد بها كل فلسفة غير مادية ـ هي فلسفة الطبقات الحاكمة التي تريد إبقاء القديم على قدمه، وأن (المادية) تعبر دائماً عن المفهوم الفلسفي للطبقات المضطهدة وتسند الحكم الديمقراطي([40]). وهي ترى الإيمان بالحقائق المطلقة فلسفياً يعني الإيمان بالحقائق المطلقة للوضع