وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

الفلسفة وحالة وسائل الإنتاج: يقول كونفورث «أن التقدم نحو المفاهيم الثورية في العلم، والذي أسفر عن اكتشاف التطور الحقيقي في الطبيعة والمجتمع، كان يطابق تطور الرأسمالية الصناعية في أواخر القرن الثامن عشر، بيد أن هذا التطابق لم يكن مجرد تطابق فحسب، بل كان يعبر عن علاقة سببية... ... لا تعيش البورجوازية إلاّ إذا أدخلت تغييرات ثورية مستمرة على أدوات الإنتاج... كانت هذه هي الشروط التي أدت إلى ظهور مفهوم التطور العام في الطبيعة والمجتمع، ولذلك فإن مهمة الفلسفة، في تصميم قوانين التغيير والتطور لا تنتج من مكتشفات العلوم فحسب، بل ومن الكل المعقد لحركة المجتمع الحديثة بكليته([37]). وعليه فتطور وسائل الإنتاج هو الذي بعث مفاهيم التطور في عقول الفلاسفة. وهنا نسأل الماركسية فنقول: ان التطورات الثورية في أدوات الإنتاج بدأت في أواخر القرن الثامن عشر بعد اختراع الآلة البخارية سنة 1764 في حين أعلن أمام الفلسفة المادية (ديدرو) فلسفة «تطور المادية بنفسها» في النصف الأول من هذا القرن فكيف سمحت السببية المزعومة لتقدم المسبب (فلسفة ديدرو) على السبب (تطور وسائل الإنتاج) بل ان هناك فلاسفة عاشوا قبل ذلك بأكثر من ألفي سنة وجعلوا من (التطور) قاعدة فلسفية لهم مثل (انكسمندر) (القرن السادس ق. م) وكذا (هرقليطس) الذي فسر الحركة بأنها تناقض، وقال بان الحركة هي جوهر الكون رغم انه كان متأخراً عن ركب العلم حتى كان يعتقد أن قطر الشمس قدم واحد ويرى أن الشمس تنطفئ في الماء عند الغروب. وأخيراً فهذا الفيلسوف الإسلامي العظيم الملا صدر الدين الشيرازي([38]) صاحب نظرية (الحركة الجوهرية) التي قال بها لاستنتاجات فلسفية دون أن يكون هناك أي تقدم في وسائل الإنتاج.