وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وهكذا رأينا أن الحكم الاشتراكي بعد أن سيطر على البلاد عمل على رفع المستوى الاقتصادي وإنماء التصنيع معتمداً على: أ ـ الاستبداد المطلق. ب ـ طبيعة كيانه الاقتصادي الذي يحصر كل عمليات الإنتاج بيد الدولة. وهنا يبدو لنا من المضحك حقاً أن تعمل الدولة الاشتراكية على إيجاد أسباب وجودها هي!! أي تعمل لإيصال المجتمع إلى المستوى الاقتصادي الذي تفترض الماركسية أنه سبب لوجودها. وعليه فإننا يمكن أن نحتمل احتمالا قوياً أن الثورة في روسيا لم تكن لتقع، لو كانت روسيا في مستوى صناعي متقدم وذلك على النقيض مما تصوره النظرية الماركسية. هذا هو الحال بالنسبة لتطبيق قوانين الماركسية في روسيا وفشل ذلك التطبيق. ونفس هذا الكلام يمكن أن نقوله بالنسبة لتطبيق قوانينها في الصين: إذ لم يكن التقدم المادي هو العامل الذي دفع إلى الثورة مطلقاً بل كان التخلف الاقتصادي هو العامل إن كان حتماً أن نربط بين المستوى الاقتصادي والثورة. نجاح الاشتراكية اعتمد على ظروف غير ماركسية: إن الماركسية تقرر أن قيام الثورة وانتصارها يعتمد على الصراع الطبقي الناتج من ارتفاع مستوى وسائل الإنتاج، وهو لمصلحة طبقة اجتماعية من جهة وضد مصالح طبقة اجتماعية أُخرى مما يخلق الصراع وينتهي الأمر بانتصار الطبقة المؤيدة لنمو وسائل الإنتاج. ولكنا نجد عند ملاحظة التطبيق ـ وهو مقياس صحة النظرية وبطلانها عند الماركسية ـ أن نجاح الثورة الاشتراكية كان يعتمد على ضعف جهاز الحكم وانهياره انهياراً عسكرياً. فالحكم القيصري انهار بسبب ضعفه وقيام الحرب العالمية الأولى وهذا فسح المجال لأن يستغل الشيوعيون هذه الفرصة ويقوموا بانقلابهم سابقين الفئات الأُخرى لحسن تنظيمهم وقوة وحدتهم الفكرية القيادية. وهكذا الحكم الشيوعي في الصين: فإن الشيوعيين لم يستطيعوا أن ينتصروا ويتسلموا الحكم إلاّ بعد انتهاء الحرب الصينية اليابانية والتي زعزعت أركان الحكم الصيني الذي كان قائماً آنذاك،