وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وهي تطور وسائل الإنتاج، وتقوم على القاعدة الظواهر الاجتماعية كلها وتنشأ منها، وهذه الظواهر تنمو في نفسها وتتفاعل مع القاعدة وينتج من التفاعل هذا التطور الذي نشاهده. وهكذا استعملت هذه الطريقة في كل بحث تقريباً إلاّ أنها فشلت في بعض الأحيان ففسرت بعض الأحداث تفسيراً ميكانيكياً، اعترفت بتأثير العامل الخارجي فقط فقد كتب انجلز يقول: (كان في إمكان المجتمعات البدائية القديمة التي ذكرناها آنفاً أن تظل باقية في الوجود لعدة آلاف من السنين، كما هي الحال في الهند وبين السلافيين إلى يومنا هذا قبل أن يؤدي تعاملها مع العالم الخارجي، إلى أن تنشأ في أوساطها اللامساواة في الملكية، التي ينجم عنها (ينبع منها) شروع هذه المجتمعات في التفكك([17]). فالتعامل مع العالم الخارجي هو الذي طورها وليست التناقضات الداخلية. مناقشة الطريقة الديالكتيكية في دراسة التاريخ: قلنا ان الماركسية ادعت انطباق قوانين الديالكتيك والعلية بشكلها الديالكتيكي في كل نواحي الكون... ولكن الحقيقة هي: ان ما قالته لا يتعدى أن يكون نوعاً من أنواع السفسطة والادعاء الذي لا يستند إلى العلم، أو التحليل الفلسفي. ونحن هنا لا نريد مناقشة انطباقها العام في الكون([18]) وإنّما نريد مناقشة انطباقها على المجال الاجتماعي. وعندما نسأل ماركس عن تطبيق اجتماعي لتلك القوانين فهو يقول بأننا نجد أن المجتمع تطور من مجتمع رأسمالي إلى مجتمع اشتراكي وكان التطور يطوي هذه المراحل: 1ـ يمتلك الحرفيون الصغار وأصحاب الصنعة بعض وسائل الإنتاج وهو العلة. 2ـ ينتزع الرأسماليون تلك الوسائل منهم وهو المعلول. 3ـ ويعود هذا الانتزاع بعد أن ينمو في نفسه ويؤلف مع العلة تركيباً أكمل وهو الوضع