وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وتجاوز هذه المسألة إلى مسألة أُخرى هي اكبر اهمية منها، وهي مسألة (المرجعية العلمية لأهل البيت ـ ع ـ ) حيث تؤكدها النصوص، وقد لا يختلف فيها المسلمون، ولذا اختص علي(عليه السلام) بلقب الإمام في ذهننا التاريخي جميعاً.([106]) وهنا نذكر بأن الإمام علياً ـ وخلافاً لما يتصوره البعض ـ لم ينزو عن الحياة ربع قرن من عهد الخلافة الراشدة ـ كما يقال ـ بل عاش في قلبها وخاض خضمها، وحل الكثير من مشاكلها، حتى نقل المؤرخون أن الخليفة الثاني كرر عشرات المرات عبارة: (ما كنت لمعضلة ليس لها أبو الحسن). وإذا انتقلنا إلى تاريخ أئمة المذاهب وتعاملهم رأينا العجب العجاب من التسامح والمداراة والتعاون والاحترام الكبير. فمن المعروف إن كتب أهل السنة حافلة بروايات أهل البيت (عليه السلام) حتى إن بعض العلماء([107]) ذكر أنه جمع أكثر من عشرة آلاف حديث بهذه الصفة. وهو يؤكد أن الكثير من تلامذة الإمام الصادق كانوا من علماء السنّة، وبينهم الكثير من أسر الصحابة والخلفاء، وعدد من المتكلمين المشهورين والمؤرخين من أصحاب السيرة. والعلاقات بين الإمام الصادق والإمام أبي حنيفة معروفة، وكذلك مع الإمام مالك الذي نقل كيفية حجّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عنه، وشعر الإمام الشافعي في أهل البيت مشهور، وقد ذكر الإمام أحمد بن حنبل الحديث المعروف بسلسلة الذهب المروي عن الإمام الرضا (عليه السلام) عن آبائه بأسمائهم وذلك حين مرّ بنيسابور وهو: (كلمة لا إله إلاّ الله حصني فمن قالها دخل حصني ومن دخل حصني أمن من عذابي) وأردف قائلاً: (بشروطها)، نقل الحديث الإمام أحمد ثم علّق عليه بقوله: (لو قرأت هذا الإسناد على مجنون لبرئ من جنته).([108])