وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

إننا اليوم نرجو ـ بكل حسرة ـ أن يعود حالنا في التعاون كحال أئمتنا. ولا ننسى هنا أن نذكر بأن المذهبية ـ كما أكدنا ـ كانت خيراً كبيراً ما دامت تعبر عن غنىً علمي، ولكن العوامل الكثيرة كالجهل، والتعصب المقيت، وعدم التأدب بآداب الإسلام في الحوار، وأهواء الحكام الطغاة، وغير ذلك حولت المذهبية إلى طائفية متعنتة، وتصادمية عمياء، سالت على أثرها الدماء والدموع. يقول أحد الكتاب المعاصرين: (ولم تكن السلطات الحاكمة بعيدة عن إثارة الصراع وتأجيجه، ممّا يتوافق وسعيها للتحصين بالاصطفاف وتمتين اواصرها بين السكان المحليين.. ولم تقتصر على السنّة والشيعة فحسب. إذ تكررت الحوادث بين الحنابلة وكل من الأشاعرة والحنفية والشافعية والمالكية). ويضيف: (وفي تزاحم تلك الصراعات سلطت حرب الارهاب الفكري على المبدعين، ومن نماذجها ما حدث عندما توفي محمد بن جرير الطبري عام 310 هـ، فقد دفن بداره ليلاً لأن العامة منعت من دفنه نهاراً).([109]) أما مسألة العادات والسنن الشعبية التي يقوم بها هؤلاء وهؤلاء فهي مسألة فيها نظر، لأنه ليس من السهل تغيير هذه العادات ولا يقف في قبالها إلاّ الأبطال، ومنهم شخصيتنا التي نحتفل بذكراها، إذ حارب الخرافات والمبتدعات وطهر المراسم الحسينية من الأعمال السخيفة، ولاقى نتيجة ذلك الأمرّين حتى من بعض العلماء. وعندما نتجاوز البحوث العقائدية والتاريخية إلى الميدان التشريعي فإن التلاقي سوف يبدو كأروع ما يكون، فلا يوجد خلاف في الرأي بين المسلمين في المساحة الأخلاقية مطلقاً، كما لا يوجد خلاف في مجالات المعاملات إلاّ نادراً، وهكذا الأمر في المجالات العبادية إذا تجاوزنا بعض الجزئيات. وأما العلاقات المدنية فهي متطابقة إلاّ في بعض القواعد الفقهية، وبالتالي يمكننا أن