وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وأما في البلاد الإسلامية التي يتمركز فيها إخواننا الشيعة، فقد غلبت عليها كربلاء، وبرزت وأصبحت هي السمة الرئيسية لعاشوراء، ومددت فترتها لتشمل الأيام العشرة الأوائل من المحرم، مع الاهتمام باليوم العاشر بوجه خاص، كما أضيف اليوم العشرون من شهر صفر، باعتبار أنه يصادف ذكرى الأربعين على استشهاد الحسين طيب الله ثراه. ولا ينبغي حمل أهل السنة على أنهم استهانوا بكربلاء ونتائجها، فإن ذلك قد يصدق على يزيد بن معاوية ومعاونيه، ولكنه لا يصدق على عموم أهل السنة الذين يجعلون آل البيت ويحبونهم بما هم له أهل. ومن ذا الذي لا يـتأثر ويحزن وهو يتذكر أحداث كربلاء وشهيدها، ويقرأ كلمات السيد الحميري في الحسين، التي تحرك الحجر فضلاً عن البشر: فأطل به وقف المطيه والمطهرة التقيه يومـــــــاً لـــــــواحدها المنيــــــــــه وإذا مررت بقبره وابك المطهر للمطهر كبكــــــــاء معولــــــة أتـــــــــــــت كما أنه لا ينبغي أن نفسر موقف الشيعة من عاشوراء كربلاء، بأنه يتضمن الغفلة عن المفهوم التاريخي التراكمي ليوم عاشوراء. فإن هذا المفهوم واضح لديهم وضوحه لدى أهل السنة، ومن أراد من السنة أن يتثبت، أو أراد من الشيعة أن يجدد التزامه بذلك المفهوم، فليقرأ مثلاً باب (صوم يوم عاشوراء) في كتاب أبي جعفر الطوسي (الاستبصار ج 2، ص 134 و135) والاستبصار هو أحد الكتب الأربعة المعتمدة لدى الشيعة، ليجد أن ما ورد فيه لا يختلف عما هو في كتب السنة الستة. وهذه مسألة يغفل عنها كثير من الناس، وهي أن اختلاف الكتب المعتمدة بالأعيان والأسماء لا يعني اختلافها في المضامين، فان المشترك بين مضامين أربعة الكتب التي للشيعة وستة الكتب التي للسنة لا يقل عن تسعة الأعشار.