وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

علي رضي الله عنهما، وقد استشهد في هذه المعركة الإمام الحسين، وعدد من آل البيت، بما يسمى بالفترة الثانية من (الفتنة الكبرى). و(الفتنة الكبرى) اصطلاح تاريخي، يطلق على فترة الخلافات والمنازعات التي حصلت بعد مقتل الخليفة الثالث عثمان بن عفان، ولهذه الفتنة فترتان: الأولى سنة 35هـ وحتى عام المجاعة سنة 41هـ، حينما تنازل الإمام الزاهد الحسن بن علي (رضي الله عنه) عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان حقنا للدماء وجمعا لشمل المسلمين، والثانية من 60هـ إلى سنة 64 هـ، مدة حكم يزيد بن معاوية وفيها وقعت معركة كربلاء المؤسفة. ومنهج أهل السنة في رصد الفتنة الكبرى هو عدم الخوض في تفاصيلها وكثرة الكلام عنها، والأخذ بمقولة (فتنة سلم منها سيوفنا، فلنسلم منها ألسنتنا). وعندما أصدر الدكتور طه حسين كتابه (الفتنة الكبرى) عاب عليه بعض الناس ذلك لأنه نكأ الجروح. وما كان لي أن أخرج عن منهج أهل السنة، لولا أنني أدرس (عاشوراء) وماجد على مفهومها من إضافة غير بسيطة، وتقتضيني الأمانة العلمية أن أذكر ذلك. وبصورة إجمالية فإن (عاشوراء) قد حملت بعد كربلاء معنى جديداً، هو التصاقها بذكرى استشهاد الحسين بكل ما فيها من أحزان وعبر، والحزن والاعتبار هو موضوع إجماع المسلمين سنتهم وشيعتهم، وكيف لا والمقتول إمام، وسبط للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي حكى القرآن الكريم أنه لم يسأل الناس شيئاً (إلاّ المودة في القربى). ([136]) ولكن المواقف بعد ذلك متفاوتة. فأما في البلاد الإسلامية السنية، فقد بقي فيها المفهوم الشرعي الأصلي لعاشوراء على ما هو عليه بما في ذلك صوم يوم عاشوراء وتاسوعاء. وأضيفت ذكرى كربلاء على أنها ملحظ تاريخي إسلامي محزن.