وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ثالثا: قد لا يدخل ذلك في المعصية، ولا يوجب الحكم بالفسق إذا كان ناشئا عن اجتهاد واعتقاد، وإن كان خطأ، فإن من المسلّم به عند الجميع في باب الاجتهاد أن من اجتهد وأخطأ فله أجر وللمصيب أجران. وهكذا مهما تعمقنا في البحث واعتمدنا على الأدلة العقلية والشرعية وتجردنا من الهوس والعصبيات فلن نجد أي سبب يبرر العداء بين طوائف المسلمين مهما اتسعت الخلافات بينهم في كثير من المسائل مادامت هذه المسائل الخلافية لا تنكر أصلا من أُصول الإسلام أو ركنا من أركانه. وكيف نقبل استمرار الخلافات بعد كل ما سببته من البلاء، مثل ضياع الأندلس والقوقاز وبخارى ونحوها؟ ولو أن المسلمين كانوا في تلك الأيام يدا واحدة كما أمرهم الله لما انتزع منهم شبر واحد، ولننظر الآن إلى ما يحدث في فلسطين وهي الفردوس الثاني المفقود. وفي هذا السياق كتب الفقيه الأكبر الشيخ حسنين مخلوف وهو مفتي الديار المصرية يقول: إنني من المؤمنين بفكرة التقريب بين المذاهب لأن الإسلام دين الوحدة كما هو دين التوحيد، يشرع أسباب التجمع، وينهى عن أسباب التفرق، وينهى عن الجدال فيما لا يجدي. (ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات).. (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء) ([133]) و(وما تفرقوا إلاّ من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم، ولولا كلمة سبقت من ربك إلى أجل مسمّى لقضي بينهم، وإن الذين أورثوا الكتاب من بعدهم لفي شك منه مريب، فلذلك فادع، واستقم كما أمرت، ولا تتبع أهواءهم، وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب، وأمرت لأعدل بينكم، الله ربنا وربكم، لنا أعمالنا ولكم أعمالكم، لا حجة بيننا وبينكم، الله يجمع بيننا وإليه المصير).([134])