وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

العالمين حكمة عقل، ولا يعدلها استواء عدل؟ وولّى الخطر، طابت الأنفس، قرّت الأعين، جاء السلام، أمنت البلدة الحرام. * * * الذين عاشوا من أبناء مكة، ذلك اليوم العظيم في الأيام، خالجهم شعور لا يمارون في صدقه، يؤكّد لهم أنّ الأمن الذي عاد إليهم إنّما كان تبعاً ليُمْن ذلك الحكم الشاب. ولاعجب، فالعرب أُمة تتشاءم وتتفاءل، الشرّ في اعتقادهم دائماً رهنٌ بطالع منحوس، والخير في اعتقادهم دائماً رهنٌ بطالع سعيد. ومحمد، فيما رأى كثيرون منهم وعهدوا، بشير خير، قرين يُمْن وإقبال، مسعود النجم، محمود الاسم، مبارك الكلمة، ميمون الغدوة والروحة على امتداد أيامه منذ عرفوه. أليس فيهم إلاّ من استشعر فأله، وأيقن فضله، لحظة أن وضع الحجر الأسود موضعه بيُمْناه، إذ لأَم صدعهم، ولمَّ شتاتهم، فجعلهم وحدةً مؤتلفةً كأنّما قال صرهم جميعاً في ذلك الكساء الأبيض الجديد من متاع الشام؟ أليس فيهم من آنس اليُمن من محيّاه الضاحي، وهو بعد وليد في مهده، يوم تمزّق أصحاب الفيل وتناثروا على ثرى مكة بغير قتال؟ بل إنّ فيهم لمن رأى هذا اليُمْن يضيء أيضاً وجوه أهل داره الصغيرة، فإذ هم بين بشير قد أُودع هيئةً توحي الطمأنينة إلى نفوس غيره من الناس، وبين أثر اختُصّ بآية تنبئ عن جليل قدره عند الله. لكأنّما شاء ربّه أن يجعل اليُمن في من يشاركونه حياته الخاصّة المحدودة آنذاك كما جعله فيه، لكأنّما ارتأى سبحانه أن يوفّر حوله من مظاهر الفأل الحسن ما يوافق طرق اللين المسماح[250] الراجي، الذي يكلّف بالتبشير، ويأنف التنفير، ويتأمّل