وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اللوحة السادسة نجم الزهراء لو كان بشْر، في ذلك اليوم الأغرّ، قد فاض بقلوب قريش ـ إذ جنّبها محمد بحكمه الراشد شرّ الحرب الأهلية التي أوشكت أن تقتحم عليهم الأبواب ـ فالبشر في قلبه كان أكثر; لأنّ قلبه كان أكبر. فقلبه حبّ، وحبّه يتّسع لكلّ أفراح الناس، كما يتّسع لكلّ أحزان الناس، وفرحه شدو عذب، يترنّم على أوتار قيثارة السماء، ومشاعر قومه وخلجاتهم كانت ترقص على موسيقاه. وساعة عاد، ذلك النهار المبارك، من بيت الله إلى داره الصغيرة، كان على عادته صباح مساء يلهج بحمد ربّه، ثم يزيد تسبيحاً وشكراً أن هداه تعالى إلى استرداد الأمن لبلده الأمين. كان فضل الله عليه عظيماً، لا يحيط به ثناء، كان من توفيقه سبحانه الذي لا يكافئه حمد أن سدّد خطاه ليكون لقومه طوق نجاة، وهل هي إلاّ كلمة، ما أن تحرّكت بها شفتاه حتّى كان الخلاص؟ هل هي إلاّ لمحة من لمحات العناية الإلهية، وضعت على لسانه من أسرار الرحمة الربانية ـ في لحظة الحسم والفصل ـ لفظة حكمة وعدل، لا ترقى إلى شأوها[249] في