وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

أثير، كانت معتزّة به أيما اعتزاز، دائماً كانت تفصح عن حبّها له، وفخرها به، فتترنّم مغرّدةً: هذا أخٌ لي لم تَلدْهُ أُمّي *** وليسَ مِن نَسْلِ أبي وعمّي فأَنْمِهِ اللّهم فيمن تُنْمي[247] أحياناً كانت ترقّصه، وهي تغنّي على وقع حركاته: يا ربّنا أَبقِ لنا محمداً *** حتّى أراه يافِعاً وأَمْردا ثم أراه سيّداً مسوّداً *** واكْبِتْ أَعاديه معا والحُسَّدا وأعطه عزّاً يدوم أبدا مرّة خرجت به إلى البادية، تلاعبه وتشدو له، فاستغرقها اللعب والشدو، حتّى علت بهما الظهيرة، واشتدّت عليهما وقدة الهجير، فإذا أُمها: حليمة السعدية عند رأسها، تخطفه من بين ذراعيها، وتضمّه إلى صدرها، عسى أن تحميه من نار الشمس الملتهبة، ثم تصيح غاضبةً بابنتها الشيماء: ويحك! في هذا الحرّ؟ فتنبري الابنة، تردّ عن حليمة خوفها عليه: يا أمه، ما وجد أخي حرّاً. وتضيف وهي ترفع إصبعاً تشير بها إلى بقعة رمادية سابحة في السماء: رأيت هذه الغمامة تظلّ عليه، إذا وقف وقفت، وإذا سار سارت[248]. وكان حقّاً ما قالت الصغيرة. وامتلأت حليمة السعدية عندئذ رضىً وطمأنينة، وضمّت في أحضانها الرضيع وهي تدعو له: أعوذ بالله من شرّ ما نحذر على ابني. وعادت به، والدنيا كلّها في عينيها المتألّقتين رجاء ومحبّة ونور. والله يدبّر، والزمن يسير، وتترى الآيات والبشارات، على امتداد عمر هذا الوليد، تبين للعالمين، آناً بإلماح وآناً بإفصاح، أنّه هو البشير النذير.