وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

السيدة الفضلى كانت تحسّ هذا كلّه، ثم لا تملك إلاّ أن تلمح من خلاله طيف زوجها زين الشباب: عبدالله. فلو أنّه بقي حتّى الآن! لو أنّه لم يَغْدُ مجرّد صورة في معرض الذكريات! لو أنّ قدره أمهله ليكونوا ثلاثة! لكنّه لم يعش معها غير وقت قصير، يحسب بالأيام ولا يكاد بالشهور، قضى وهو في مثل عمر الزهور، مات بعيداً عنها، غريب الدار. فلعلّ عينيها، وهما تطلاّن عليه من شرفه الذكرى، حيث ثوى هناك في ثرى «يثرب» قد تندّتا، وغشّت تألّقهما غيمة ضباب. لعلّ تطلق محيّاها ببشراها قد شابته ظلال، لعلّ قطرات تحدّرت[201] على جانبي وجهها المشرق، لتمزج بسمة الفرح بعبسة قلب محزون، لعلّ واعيتها[202]أخذت تلوك ما كانت أرسلته، من بضعة أشهر، دموعاً مسموعةً، ترثي بها زوجها الحبيب. بل لعلّ شفتيها راحتا تسرّان لنفسها بكلمات من تلكم المرثية، في همس صامت، وبخفوت كأنّه سكوت، فلا يصل أُذنيها من نواحها نبس، ولا من ندبها جرس، وإن كان صدرها لينشقّ، وكلماتها هذه تضرب بعنف على أوتار قلبها الجريح[203]: «عفا جانبُ البَطْحاءِ من آل هاشمِ[204] *** وجاوَرَ لَحْداً خارجاً في الغَمائمِ[205]. دَعَتْه المنايا دَعْوةً فأجابَها *** وما تَركَتْ في الناس مِثْلَ ابن هاشمِ.