وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

إلى دعوة إبراهيم، يوم رفع وإسماعيل القواعد من البيت، ومنذ مئات السنين، ثم دعا ربّه: (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)[196]. إلى «بشرى» عيسى بن مريم، إذ قال لقومه: (إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُم مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرَاً بِرَسُول يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ)[197]. أَوَ لم يفصح عليه الصلاة والسلام للناس عن كنهه بعد بعثته بسنين، فقال: «أنا دعوة أبي إبراهيم، وبشرى أخي عيسى»[198]؟ بلى، قد أفصح وأبان. وها هي آمنة أُمه ـ عندما حملت به ـ ترى رؤيا، لها نفس معنى ما رأى جدّه الشيخ الوقور، هاتف مبارك ينفث في روعها، وهي وسنانة[199]، حقيقة الجنين، يزفّ إليها النبأ العظيم: «إنّك حملت بسيّد الأنام»[200]. ونكست رؤوسها الأصنام. * * * فأيّ سعادة تلك التي ملأت قلب السيّدة الفضلى، وإنّها لأكبر من أن تتّسع لها رحاب الأكوان؟ أيّ بشر غمرها، إذ علمت أنّها المختارة من لدن الله لتكون الوعاء الطهور للمختار؟ أيّ فرحة كانت تحلّق بها، بجناحي الشوق والأمل، في سماء المستقبل، وهي تعدّ ـ بالثواني واللحظات ـ الأيام الباقية ليجيء ذلك المحمود من الأرض والسماوات؟