وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

عَشيَّةَ راحُوا يحمِلُونَ سَريرَهُ *** تعاوَرَهُ[206] أصحابُهُ في التَزاحمِ. فإنْ تَكُ غَالَتْهُ المنونُ[207] ورَيْبُها *** فَقد كانَ مِعْطاءً كَثيرَ التَراحِمِ». * * * غير أنّ بسمة الحياة استغرقت كلّ مكة. مع قرار الجنين في بطن أُمّه، ارتفع عن البلدة الحرام ما كانت تعانيه من جدب وضيق عيش في ذلك العام، برق البرق، ورعد الرعد، وتراكم صيِّب[208] الغمام. نزلت نعمة الماء من السماء: لانَ الجفاف، ذهب الجدب، جاءت النضرة بالخير، اخضرّت الأرض، نبت العشب، تفتّح النَوْر[209]، تسنبل الحبّ، ثقلت الأشجار بحملها من الثمار. لكنّ أمنة لم تجد لحمل جنينها ثقلاً، ولا أحسّت مشقّةً، كانت خفيفة كنسمة هواء، كانت كأنّها عذراء. وعندما آن له أن تضعه، بدا كوكب المشتري، بشير اليمن، وقد أزهر في الاُفق، والتمع يبرق ويومض، كما لم يكن من قبل وميض برّاق، له مثل هذا الإشراق. كان يتألّق كجرم كبير من ماس، يلوح متوهّجاً كشعلة نار، نوره يكاد يخطف الأبصار والليل عندئذ قد غاب في السحر، والسحر قد ذاب في الفجر، والفجر يسبح في نداه إلى شاطئ النهار. فإن هي إلاّ سُوَيْعة حتّى طارت بعبدالمطلب الفرحة. إنّه ليحسّ كأنّه لمس ببنانه السماء، علا فوق مسرب الشمس، وجاوز مدار القمر، قلّده القدر عقداً من لؤلؤ ودرّ حبّاته النجوم، بكواكب الكون ملأ حَفْنَتَيه،