وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وكآخر خفقة تلفظها ذبالة السراج قبل أن ينطفئ، لمعت عبرتان على حافتي جفنيها، لا تتحدّران إلى وجنتيها، وإنّما تعلّقتا بأهدابها الوطفاء[1616] السود. ومالت بصفحة وجهها إلى حيث مرقد الرسول، وتحرّكت شفتاها وإن لم تنسبا بكلام، كانتا ترتعدان أوتهينمان[1617]، حديثها أسىً بليغ ... وصوتها صمت وقور ... لكأنّما كانت تهمس لأبيها بسرٍّ لا تريد أن يشاركه سواه فيه. ومع ذلك فقد ارتجّت قلوب الجماهير في الصدور، وفاضت العيون بالدموع، وعلا النواح والعويل. فلم يُر أكثر باكياً ولا باكية من ذلك النهار. * * * ولمّت ثوبها على جسدها النحيل، وفي هدوء حزين بارحت المكان، والزحام حولها بحر لجّي من الأنين، ينفلق أمام هيبتها فلقين ليفسح لها الطريق، كما انفلق البحر لعصا موسى الكليم. وعندما انكفأت إلى دارها، واستقرّ بها المجلس، أقبل عليها زوجها يستنبئها خبر ذلك اللقاء. فترّيثت ملياً لتلتقط أنفاساً قد تخفّف بعض ما تحسّ بصدرها من ضيق، وما تعاني من إرهاق، وبصوت خافت جرسه همس، ورنينه أنين، قالت له ولونها كاب[1618]، وعيناها منكسرتان: «خرجت كاظمة، وعدت راغمة». ولم يكن الإمام في حاجة إلى أن يسمع منها، فالوجوم في وجهها أفصح من كلّ بيان.