وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وفي هدوء، بصوت رقيق، وبعبارة عذبة ناعمة الألفاظ، قال: يا بنت رسول الله! لقد كان أبوك بالمؤمنين عطوفاً كريماً، رؤوفاً رحيماً، وعلى الكافرين عذاباً أليماً، وعقاباً عظيماً، فإن عزوناه وجدناه أباك دون النساء، وأخاً لبعلك دون الأخلاء، لا يحبّكم إلاَّ كلّ سعيد، ولا يبعضكم إلاَّ كلّ شقي بعيد ... فأنتم عترة رسول الله، على الخير أدلّتنا، وإلى الجنة مسالكنا. ثم توجّه إليها بكلّ حصافة الذكي الأريب، ودهاء المداور المنطيق، في وداعه المترفّق الرقيق: وأنت يا خيرة النساء، وابنة خير الأنبياء، صادقة في قولك، غير مردودة عن حقّك، ولا مصدودة عن قصدك، والله ما عدوت رأي رسول الله، ولا عملت إلاَّ بإذنه، وإنّي أشهد الله وكفى به شهيداً، أنّي سمعت رسول الله يقول: «نحن معاشر ...». وأحسبها لم تكن بحاجة إلى أن تلقي بالها إلى بقية بيانه، فلقد سمعته من قبل، أو سمعت نظيره جملة كجملة، وعبارة كعبارة، وأدركت أنّه لن يتزحزح عن إصراره. فلمّا بلغ غاية مقاله، انبرت تردّه: «ما كان أبي رسول الله عن كتاب الله صادفاً، ولا لأحكامه مخالفاً ...». وألقت ببرهانها إليه، وجابهته ببرهانها الساطع، تلت عليه ما أنزل الله في محكم الذكر من آيات المواريث. وكان الغضب قد نال منها فصاحت، ثم صاحت مغضبة: «كلا! (بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ)[1615] ...». والتفتت تخاطب الجمهور، وكلماتها تقطر مرارة: «معاشر الناس المسرعة إلى قيل الباطل، المغضبة على الفعل الخاسر، أفلا يتدبّرون القرآن أم على قلوب أقفالها؟ لبئس ما تأوّلتم ...».