وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

إنّه غير ما كان قبل التأويل، إنّه ليشعر، وهو يسير على حصباء[179] الطريق التي ألهبتها الشمس، كأنّما يمشي على نَوْر[180] وأزهار، إنّه ليكاد يرى الفرحة تلوّن خدّيه، إنّه ليحسّ بعروقه تتدفّق فيها حُميّا[181] الشباب كسورة شراب. فالحنين إلى الغد الموعود هو مسرب[182] خطاه، والأمل فيه هو حاديه[183] وهاديه. كلّ ما مرّ به، ساعة عودته تلك إلى الحيّ والدار، تغيّر، غدا كأحلى ما تخيّل وخال أن يكون، والحلاوة ألوان. * * * في بصره كما في سمعه، وفي شعوره كما في يقينه، تبدّلت الأشياء والأُمور هيئةً بهيئة، سمةً بسمة، رنيناً برنين. تغيّرت صورةً وشكلاً، ومعنىً ودلالةً. الدنيا حوله جمال وخير، الناس خلاّن[184] وأصفياء، لاضيق باليوم بل رضاء، لا خشية من الغد بل طمأنينة. فوجمة[185] النذير إيذان ببشرى وبشر، وظلمة الليل طليعة الفجر، ولغط[186] الضوضاء شَدْو[187] ونَغَم، وعصف الرياح خطرات نسيم، ووقدة الهجير[188] برد وسلام.