وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وجودها عدم، حركاتها سكون، وبينها وبينه ستار كثيف من الوجوم[175]. * * * لبضع لحظات يخالها المترقّب عمراً، سربلهما[176] الخمود، لاحا كهيئتين من فراغ موهوم، كشبحين بغير كتلة، ولا عمق، ولا أبعاد، كجمرتين هامدتين، أُفرغتا من الحرارة والوهج واللهيب، فاستحالتا كومتين من رماد. وثقل الهواء، وجمد الفراغ، وأمعن الصمت في الصمت. وعندما اهتزّ أخيراً ستار السكون، وآن للشيخ أن يمدّ إلى الكاهنة طرفه، بدت عيناه ـ من فرط القلق ـ قطرتين من الزئبق. على تلك الجاثمة عند قدميه، ألقى نظرات عجلى حائرة، يتجمّع شعاعها ويتفرّق، ويضطرب وينتكث[177] كحبالة صياد رمى بها في تيه يمٍّ[178] فوّار هادر لاقتناص فريسة. يا ترى أقَد لسع المرأة من وقد عينيه لسان نار؟ أم هي تحرّرت من أسار الذهول؟ أم آب وعيها من رحلته في المجهول؟ إنّها لتنفض عن لسانها الخرس، لتقول: «لئن صدقت رؤياك هذه، يا عبدالمطلب، ليخرجنّ من صلبك مولود يتبعه أهل المشرق والمغرب! ويحمده أهل السماوات والأرض!..». * * * طفر الشيخ يستوى على قدميه، وراح يوسّع خطواته إلى دياره، وهو يبارح صومعة الكهانة والسحر والأسرار.