وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

أحد إلاَّ أخذت بنفسه ... فأتت رسول الله ... فوالله ما هو إلاَّ أن رأيتها على باب حجرتي فكرهتها![1530]. كرهتها غيرةً! ذلك أنّ رسول الله لمّا أظفره ربّه ببني المصطلق، وسيقت نساؤهم سبايا قُسِّمن بين أهل النصر، وقعت جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار، سيد القوم وقائدهم، في سهم ثابت بن قيس، فكاتبته على نفسها، فلمّا عاد الرسول للمدينة، انطلقت جويرية إليه، وهو عندئذ بحجرة عائشة، تستأذن في لقائه. وطرقت الباب ... فما أن فتحته عائشة حتّى رأت أمامها شابة مفرطة الحسن، ريّانة الصبا، فكرهتها خشية أن تقع في نفس الرسول. ودخلت الصبية، وكلّها قلق وذعر، فخاطبت النبي بصوت شجيٍّ عذب، مرتجف النبرات، فيه ضراعة، وفيه اعتزاز: يا رسول الله، أنا بنت الحارث بن أبي ضرار سيد قومه ... وقد أصابني من البلاء ما لم يخفَ عليك، فوقعت في السهم لثابت بن قيس، فكاتبته على نفسي، فجئتك أستعينك على أمري[1531]. فرقّ لها قلبه أن تهون، ويستذلّها الرقّ بعد رفعة وعزٍّ وحرية، فقال لها: «فهل لك في خير من ذلك؟». فسألت في لهفة: وما هو يا رسول الله؟ أجاب: «أقضي عنك كتابتك، وأتزوّجك». فتألّق وجهها الحلو، وتلوّن بالفرح، وقالت: نعم[1532].