وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

أعتق من إمائه وعبيده، وأرصد ما أرصد من أمتعته ـ مع ما خصّه الله به من الأرضين من بني النضير وخيبر وفدك ـ حتّى لم يعد وراءه ـ لدن مماته ـ شيء يورث! قيل: وكان عند محمد أول ما اشتدّ به المرض سبعة دنانير، خاف أن يقبضه الله إليه وما تزال باقيه عنده، فأمر أهله أن يتصدّقوا بها ... لكن اشتغالهم بتمريضه، والقيام في خدمته، واطّراد المرض في شدّته أنساهم تنفيذ أمره. فلمّا أفاق ـ يوم الأحد الذي سبق وفاته، من إغمائه ـ سألهم ما فعلوا بها، فأجابت عائشة: إنّها ما تزال عندها، فطلب إليها أن تحضرها، ووضعها في كفّه ثم قال: «ما ظنّ محمد بربّه لو لقي الله وعنده هذه!»[1528]. ثم تصدّق بها جميعاً على فقراء المسلمين. فخرج بهذا ـ فيما يكاد يكون الأقرب إلى الواقع ـ عن آخر ماله، ما خلف شيئاً يورث، ولا أوصى لأحد بشيء. جاء عن عمرو بن الحارث أنّه قال: ما ترك رسول الله ديناراً ولا درهماً، ولا عبداً ولا أمةً، إلاَّ بغلته البيضاء التي كان يركبها، وسلاحه، وأرضاً جعلها صدقة[1529]. وعمرو هذا هو أخو أُم المؤمنين «جويرية»، فهو صهر الرسول، ومن أولى الناس بأن يعلم علم يقين ما ترك وما لم يترك رسول الله. وأُخته جويرية هي التي قالت فيها عائشة: كانت امرأة حلوة ملاّحة، لا يراها