وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وتقول السيدة عائشة: إنّ فاطمة سألت أبا بكر بعد وفاة الرسول أن يقسم لها ميراثها: ما ترك أبوها ممّا أفاء الله عليه. والميراث لا يكون إلاَّ في تركه، فهل ترك رسول لله عند وفاته شيئاً يورث؟ بل لم يترك! إنّما كان ـ فضلاً عن زهده على امتداد عمره ـ يعيش أواخر أيامه معيشة شظف وجشوبة لم تكن تخفى على أحد من عامة المسلمين، ولا من خاصّة أصحابه، حتّى لكأنّما كان يحرص على أن يتحرّر من كلّ مظاهر الحياة الدنيوية، ويغتسل من درن المادة قبل بدئه رحلته الأخيرة إلى الله. جاء في الأثر: دخل عليه عمر بن الخطاب، وهو على حصير خشن قد أثّر في جبنه، فقال له: يا نبي الله! لو اتّخذت فراشاً أوثر من هذا! فأجابه: «مالي وللدنيا! ما مثلي ومثل الدنيا إلاَّ كراكب سار في يوم صائف، فاستظلّ بشجرة ساعة من نهار، ثم راح وتركها»[1525]. وروي عن أنس أنّه قال: سمعت رسول الله يقول: «والذي نفس محمد بيده، ما أصبح عند آل محمد صاع برٍّ، ولا صاع تمر». ويستطرد أنس: ولقد رهن درعاً له عند يهودي بالمدينة وأخذ منه طعاماً، فما وجد ما يفتكّها به حتّى مات[1526]. ولا يعني هذا أنّه عليه الصلاة والسلام لم يملك شيئاً قطّ في حياته، بل قد كان لديه الكثير من دور ومساكن، وإماء وعبيد، وخيول وسلاح، وثياب وأثاث، وكلّ ما يستلزمه دوره القيادي العظيم في المجتمع الإسلامي المتفتّح للنمو والازدهار ... إنّما مفهوم القول: أنّه لم يترك من ممتلكاته العريضة تلك ما يمكن اعتباره ذا قيمة. ولعلّه تصدّق[1527] في حياته متجزّئاً، بكثير ممّا كان في ملك يمينه، فأعتق من