وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

المادّة وانحلالها التي تربطهم بالأرض، وتشدّهم إلى الوحل، وتحرمهم القدرة على التحليق في السماوات؟ بلى، قد كان! * * * كان على عدّة من القدر أن تهتدي بديهته اللماحة إلى الحقيقة المطلقة الربانية ليهدي إليها البشرية، كان يجاهد النفس، وأفكار البيئة، وركام الماضي، وتحجّر القلوب والعقول، ليفتح الطريق إلى الإيمان. كان يعمل ليكون، فبغير العمل لا يقوم كيان. فما كان هذا العمل ليعجز من أخلص النيّة فعمل، ولا الطريق خفيّاً على من شاء طروقه، أيّ إنسان كان، في أيّ مكان، في أيّ زمان. ما كان بعيداً قطّ عمّن أراد الارتياد، فكلّ ذي بصيرة يراه. والفطرة التي فطر الله الناس عليها أجمعين، مجازٌ إليه قصير، ممهود ميسور. والله ـ رحمةً بخلقه ـ كان لا يفتأ، منذ أنشأهم، يذكرهم به، ويعاود التذكير. كان سبحانه يرغّب ويرهّب، يبشّر وينذر، يدعو ويأمر، يعتب ويزجر. فهل أغنت النذر؟ * * * القلوب الغلف أغفلت الذكر، خالفت الأمر، تلهّت عن الزجر، حادت عن سِراط[164]النور، كمثل الخفافيش والبوم والهوام، آثرت أن تعيش في الظلام. ثم استمرأت[165] الغيّ، ثم قست، ثم نسيت الله. وعندما انطلق «الأمين» ذلك النهار من جمادى، منذ أربعة عشر قرناً، يغادر