وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

أولئك الذين احتكموا إليه في وضع الحجر، كان بينهم ـ بلا ريب ـ من رأوا فيه. بنظرة البداهة المشرقة والحسّ الشفيف والفطرة السليمة، ذلك الموعود بهداية الجنس البشري كافّةً إلى طريق الإيمان. وكان بينهم أيضاً من أنسوا، في بعض الظواهر الطبيعية والحدثية التي توالت على الدنيا ـ قبيل ميلاده وفي أعقابه ـ دلالات تومئ إليه بإصبع ثابتة، لا تخطئ الإيماء. وكان بينهم من كادوا يجاوزون مجال التوسّم[166] والإحساس إلى دائرة التثبّت والاستيقان، لأنّهم قرأوا وسمعوا ووعوا أنّهم يعيشون في زمان ترقّب وانتظار، وهيّأتهم ملكاتهم النفسية وقدراتهم الروحانية للإيمان بوعد الواعد، فلا حاجة إذاً بهم إلى التردّد في التصديق بمجيء الموعود. * * * وها هي مرادات الإيماء، ها هي المعالم الهادية مرفوعة كالأعلام. ها هي الإشارت، ها هي عجائب وخوارق ونبوءات. ها هي آيات، وكم من آيات! كم من بشارات كانت للزمن طليعة، وراحت تتقدّم الأحداث والوقائع، وتسبق الظروف والصروف، تعلن للعالمين عن هذا الآتي من وراء الغيوب! آونةً بعد آونة كانت تلمع في أُفق الدنيا لمع البرق بين كسف[167] السحاب، تارةً فتارة كانت تهلّ إهلال المعتمر بالتلبية استجابةً لنداء الله، مرّةً مرة كانت تترى[168]، مبيّنة عن إقباله، مواكبة مراحل حياته، مرحلةً تلو مرحلة، إذ هو نطفة، فجنين، فوليد، فرضيع، ففطيم، فطفل، فصبي، فغلام، ففتىً، فشاب متين البنيان صليب العود. * * *