وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

متولّد فقط من سلوكات أبطاله، ثم منعكسة عليهم وحدهم نتائجه، دون أن تعرض مروياتهم في كثير أو قليل للخلجات النفسية التي تصاحبه، وللمشاركات العاطفية التي تفرزها وجدانات غيرهم من الأُلى عاشوا خارج الحدث، فعايشوه ولم يكونوا طرفاً فيه. «فاطمة» لم تكن لها إذاً مندوحة عن متابعة ما فرضت الظروف على «زينب»، بل عن الانغماس في ثناياه. هذا هو المنطق الطبيعي للأُمور، وإغفاله قصور عفوي فاضح من مسجّلي التاريخ، يجعل الحقيقة صورةً حائلة الألوان، مطموسة المعالم، أو مادةً جامدةً، وجسداً بغير روح. فما كانت قصة زينب وزيد بحبيسة بين أربعة جدران صمّاء، فلا تتطرّق إلى الأسماع، ولا ترى النور، ولا كانت «بضعة النبي» بمعزولة قطّ عن حركة المجتمع وحياة الناس. أم قد كانت قصيّة أيضاً عن محيط أُسرتها الخاصّ لو سُلّم جدلاً بأنّها شاءت نأْياً عن محيط أُمتها العام؟ إنّ القوى الثلاث الممثّلة لأطراف هذه القضية كانت تسير في فلك واحد، حَرِيّ بفكر فاطمة أن يرصد كواكبه، وباهتمامها أن ينجذب إليه، وبإحساسها أن يدور فيه. محمد «الأب» كان أولى بابتعاث قلق الزهراء عليه إذ تراه محيّراً بين تناقض رغبتي ذينك الزوجين المتباغضين، كأنّما يشدّه قطبان متنافران لا يلتقيان. وزيد «الأخ» كان خليقاً بعطفها عليه أن كانت امرأته تضرّسه[999] الحصرم، وتقيته العلقم! وزينب «الأُخت أؤ ابنه العمّة الكبيرة» كانت جديرة منها بالرثاء، إذ تراها تضيق