وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

فأمّا وقد أعجل بها لسانها إلى قبوله، فما كان إعجالها هذا إلاَّ فلتة لسان، بل هرف[998] لسان! وما كان حينئذ قبولها إيّاه إلاَّ أدنى إلى استسلام مقهور منه إلى رضاء مختار . وليس هذا الذي يقرنها به ـ فيما تدرك وتستشعر ـ بزواج، يعيش به قلبان في جسد واحد، أو يعيش بقلب واحد جسدان! لكنّه شيء أشبه بعنان شُدَّ إليه جوادان، ثم ضُرب أحدهما ليركض في اتّجاه، وضُرب الآخر ليركض في الاتّجاه المضادّ! أم كيف تحمل مشاعرها المخالطة لكلّ ذاتها، من خلجة جارحة، أوخطرة فكر، أو رنوة خيال، أن تأنس به، وتميل إليه؟ كيف تقهر قلبها على أن تحبّه، وما قلبها إلاَّ في ملاك الله وحده مصرّف القلوب؟ وعندما انطلقت بفاطمة الأيام، وأشرفت من ورائها على هذا الذي تعانيه زينب، لم يكن عسيراً عليها أن تتفهّم ـ بغريزة الأُنثى ـ حقيقة كرب المحنة الذي تحياه هذه السيدة المبتلاة ... كرب فادح، ومحنة قاصمة، وبلاء عظيم. وهل أقدر من امرأة على فهم امرأة، وقد تضاهأت فيهما الجبلة، وتماثلت الصفات التشريحية، وتشاكلت مقدّمات المزاج، وتشابهت نوازع الشعور؟ * * * الحقّ الذي يتنزّه عن المراء أنّ الزهراء كان محالاً عليها أن تعيش ـ بفكرها، أو بشعورها، أو بوضعها الأُسري ـ في منأىً عن مسيرة زينب وزيد على رقعة حياتهما الزوجية التي حامت حول فشلها الأحاديث، وتعلّق بها انتباه الجمهور بضعة شهور. وإذا كانت الروايات لم تصوّر لها موقفاً حياله، ولا نقلت لنا عنها رأياً فيه، فذلك لأنّ الرواة حينذاك لم يكونوا يُعنَون بتناول أيّ حدث إلاَّ من حيث هو مجرّد خبر