وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

الميل وهي تحسّ ألاَّ مندوحة لها عن الامتثال أو يغضب، وما غضبه بهيّن ضئيل، بل عبء فادح وهمّ ثقيل ... ثم أنزل الله: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِن وَلاَ مُؤْمِنَة إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ)[987]. عندئذ لاذت بالطاعة، وأسلمت نفسها للابتلاء الذي فرضته عليها دعوة السماء. * * * وأُعلنت الخطبة، وأُبرم العقد، وزُفّ العروسان. لقد تحقّقت إذاً رغبة الرسول، كان يريد بهذا الزواج أن يطبّق تطبيقاً عملياً مبدأ المساواة بين الناس وقد خلقهم ربّهم متساوين، ويحطّم الحوائل النفسية التي أقامتها جهالتهم بين أبناء المجتمع الإنساني، وباعدت بها بين الأفراد والطبقات والفئات والأُرومات: فرداً عن فرد، وطبقةً عن طبقة، وفئةً عن فئة، وأُرومة عن أُرومة. فمن ذا كان أولى بأن يعينه على هدم حواجز هذا التفريق من تطبيق يأتلف به طرفان متنافران هما نقيض ونقيض؟ أمّا الأول فامرؤ لم يكن يُحسَب ـ بنظرة القوم آنذاك ـ في ذوي الأقدار والمكانات، إذ هو رقيق عتيق ... وأمّا الثاني فامرأة من أعظم البيوتات العربية، هي من محمد بمقام أُخت، أو بمثابة ابنة، شرفها عال، وأصلها أثيل[988]، وحسبها عريق، وشأوها قمّة القمم التي لا تكاد تستشرق علياءها العيون أوتشرئبّ[989] إليها الأعناق. كان الرسول يرجو لزينب أن تكون أُسوةً، فلا يستعصي بعدها على غيرها ائتساء. لكنّ الأيام لم تجئ بما ترجاه ... لم تستطع السيدة ـ وإن أطاعت ـ مغالبة ما انطوت عليه جوانحها من مرارة وضيق بهذا الزواج الذي قضى عليها، عن غير رغبة