وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

منها، ملبيّة بأن تعيش تحت رجل هو ـ فضلاً عن انحدار قدره الاجتماعي في عرف القوم ـ ليس له في رحاب عاطفتها الأُنثوية مكان، بينما هي من هي طيب منبت، وعراقة محتد[990]، وبهاء نضرة، وفتنة حسن تبزّ بها اللدّات والأتراب. ومن يدري! فلعلّها يوم مشى إليها الرسول ليخطبها لزيد، إنّما كانت تظنّ أنّه جاءها يخطبها لنفسه زوجةً تضمّها وإيّاه دار ... لعلّها في دخيلتها كانت تطمح إليه من تشوّق ورجاء، وعن إكبار وإعجاب، بإحساس غامر بأنّها أدنى إليه قرباً، وأوثق صلةً، وأحقّ به بمن عداها من النساء. وماذا عليها من هذا الطموح؟ لماذا لا تملي لأملها فيه، والأمل حياة؟ إنّ أيّة امرأة في العالمين لحرَيّة بأن تصبوا إلى محمد صُبُوّ الضليل في تيه فلاة، يحترق هواؤها من وقر الحرّ، إلى واحة شجيرة يفيء منها إلى الماء والخضرة ورطابة الهواء. فهو بمقياس الكمال البشري أعظم البشر منذ استنسل آدم زوجة حواء ذرّيتهما من بنين وبنات، وحتّى نتدكّ الأرض وتنفطر السماوات ... وهو بمقياس الكمال الخلقي المثل الأعلى لكرائم الخلال والخصال ... وهو بمقياس الكمال الروحي أدنى الخلق إلى الله، وسيّد من جاء برسالة، وبشّر بكتاب، ونطق بوحي السماء من الرسل والأنبياء. فما بالك وقد اجتمعت له كلّ الكمالات؟ ما بالك وإنّه بكلّ المقاييس الرفيعة لمنفرد بلا قرين؟ لئن رجته إذاً لنفسها راجية، فهو بلا شكّ، شأو الرجاء الذي يلتمع في خاطرها التماع السراب في البرية لمن شفّها الظمأ، فتقفو بنظرها وفكرها وقلبها شعاعه، ثم لا تزال تلاحقه لا شعورياً وإن ظلّ يمعن عنها نأْياً في دنى الوهم والتصوّر، لأنّها إنّما تندفع نحوه بكلّ ذاتها وهي في ملاك سيل جارف من حبّين عظيمين يأخذانها