وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

حتّى إذا انتهى به السير والسرى، وعرض على محمد ما جاء فيه، أبى الغلام إلاَّ البقاء في يمين سيّده، مؤثراً إيّاه على البلد والآل. وعجب الرجل لفتاه: يا زيد! أتختار العبودية على أبيك وأُمك وبلدك وقومك؟ قال الفتى: نعم! إنّي قد رأيت من هذا الرجل شيئاً، وما أنا بالذي يفارقه أبداً. عندئذ كرمه محمد، اتّخذه ولداً ... سمّاه «زيد بن محمد»، وأعلن في الملأ أنّ لغلامه هذا عليه ـ كعرف العرب في ذلك الحين ـ نفس حقوق الابن الصريح البنوّة على أبيه. ثم جاء الإسلام، فكان زيد أحد فتيين سبقاً إلى اعتناقه ... هو الثاني، والأول عليّ. ومضت به حياة الجهاد في الله، وهو في غمارها، مع قادة المجاهدين في الصدارة. * * * وكبر الغلام ... امتلأ فتوّة ... استوى شباباً وكما يحدث لمن هم أمثاله الراقون في سلّم الرجولة، حنّ حنينه إلى زوجة يأنس بها، ويسكن إليها، وتقوم بينه وبينها مودّة ورحمة. وعندئذ خطب له رسول الله زينب بنت عمّته، وما اختار، بل الله اختار ... قضى سبحانه وتعالى بهذه الخيرة لحكمة في مكنون علمه. ونزلت الخطبة كالخطب على زينب! تمنّعت ... وساندها في التمنّع أخوها عبدالله. وكيف تقبل وهي القرشية، زينة الهاشميّات، وحفيدة عبدالمطّلب، أن يبني بها ذلك الذي ما زال موسوماً بالرقّ وإن حرّره العتق؟ أيّ عار! لكنّ النبي ما زال بها يحثّها على الأخذ بما اختار، حتّى مالت إلى رأيه بعض