وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

فإن تكره الفتاة ـ أيّة فتاة ـ على الزواج ممّن يضيق قلبها عنه، فذاك ادعى لأن تَكره ... وأن تَكْره فإنّ بيت الزوجة إذاً أوهى من بيت العنكبوت، وأخلق بأن ينهار، إذ يقوم أساسه ـ لو قام ـ على مثل رمال تنهال، أو على شفا جرف هار. فكيف يتأتّى أن يُكره النبي فاطمة وإنّها لأحبّ بناته إليه، وأحقّهنّ عنده بتوقّي ما يغضبها، وتلمّس الوسائل والأسباب التي تحقّق لها القناعة في القلب، والراحة في البال، والبسمة على الشفاه، وتضمن المستقبل السعيد؟ بل لا إكراه! وهل أكره قبلها زينب؟ أو أكره رُقيّة؟ أو أكره أُم كلثوم؟ الرسول أبعد نظراً من أن يحمل الزهراء على ما لا تشاء، أقوم نهجاً، أرفع حكمةً، أندى خُلقاً، أوسع سماحةً أوريحيةً. فإن نسمع أنّ بنات الرسول هؤلاء لم تتمنّعن عندما عرض عليهنّ الخُطّاب، فليس ذلك لأنّه عليه الصلاة والسلام أملى وفرض، بل لأنّه ـ برهف حسّه، وصدق حدسه ـ قد استشفّ رضا كلّ واحدة منهنّ، وعلم مسبقاً بمطابقة رأيها لما يراه. وهل كان ليسأل إلاَّ وقد قرّ في روعه قرار يقين أنّ الجواب إيجاب؟ * * * بل الله سبحانه يأبى الإكراه بمختلف ألوانه، يأباه وإن اتُّخذ وسيلةً لنشر عقيدة الإسلام، لأنّه إهدار لحريّة الفكر، فضلاً عن أنّ الإيمان موضعه القلب وليس طرف اللسان، يقول تعالى: (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ)[981]. ويأباه وإن وقع في ملكية خاصّة على أَمَة مرقوقة لسيّدها حقّ التصرّف فيها تصرّفه في كلّ ما ملكت يمينه من متاع بالبيع والابتياع; لأنّه عندئذ يخرج من حدود المباح إلى امتهان كرامة الإنسان، يقول سبحانه: (وَلاَ تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى