وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ثم كان فصل الخطاب، شاء له ربّه، فإذا الزهرة غدت زهرة ندية على عود، دانية الجنى والقطاف. فأيّ شرف أصاب! أيّ مقام عليٍّ رقِيَ فيه إن كان فوق مقامه لأحد غيره في العلّيّين مقام! واستظاءت له دياجي دنياه، وامتلأت نفسه بفرحة ملكت عليه لبّه وقلبه، أحسّ بها تسري مع الدم في أوردته وشرايينه مسرى البرء في جسد سقيم، فلا تدع منه مثل ذرّة إلاَّ غمرتها بدفء الحياة. ألم يرحّب به رسول الله؟ ألم يؤثره على كلّ من عداه؟ ومع ذلك فإنّ ثمّة أثارة من قلق تعربد[980] في نفسه عربدة مخمور خالطت وعيه حميا الكأس، ثم ما زالت تطغى عليه حتّى ملكته سورة الشراب، فليس يميّز بين الألوان ولا الأصوات، ولا غيرها من المُحَسّات فضلاً عن المعقولات والمعنويات. واستغرقه التفكير ... ترى أترضاه فاطمة؟ إنّه موقن تمام اليقين أنّها تألفه، فالسنون الطوال التي قضياها معاً في كنف محمد، قد ربطتها به، وربطته بها برباط وثيق. فهل الأُلفة وحدها تكفي لتنتظم اثنين في زواج، أم هناك عاطفة أُخرى لابدّ منها للاقتران؟ ذلك أمر مرجعة إلى القلب، وسبحان العليم بسرّ القلوب. وإذا كان الرسول قد بارك سعيه، ورحّب به أكرم ترحيب، فليس الترحيب هو القبول وإن كان يبدو خطوةً واسعةً نحو القبول. إنّ محمداً لابدّ سائل ابنته رأيها فيه: أترفضه أم ترتضيه ... وهل تراه يكرهها على غير ما تريد؟