وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وسكت لايزيد ... وبقي علي هنيهة وهو ناكس الرأس، رخيّ الجفْنَين، كأنّما يصغي للصمت الذي أطبق على المكان. فلمّا أحسّ أنّ مكثه طال ـ وما كان طال! خرج والحيرة دليله، واستقبله لدى الباب بضعة من أهله وأصحابه، سألوه: أقلت؟ ـ «نعم». ـ فماذا كان؟ فبدا كأنّما كلماته تسبح إليهم على لجّة[976] قلقة، وأجاب: «ما أدري والله شيئاً! تحدّثت إلى رسول الله بالأمر، فما زاد على قوله لي: مرحباً وأهلاً». فتضاحكوا وبشّروه: يكفيك من رسول الله إحداهما[977]! * * * إذن تحقّقت بشارة السماء! صدقته الأحلام، بلغ ما رام. أُمنية أمانيه الغالية هذه ظلّت تتلألأ كالزهرة[978] في أُفق وجوده من فجر صباه، فيتسامى إليها شوقه، ثم تنحسر عن مداها يداه، سنين عدداً وسنين كان يملك شوقه ذلك إليها أن يطلق لسانه، ويكشف وجدانه، فيعالج حنينه بجرعات من الاصطبار! ورغبته هذه الخضراء أبداً راحت تتجدّد في دخيلته ينوعاً[979] ونضرة، فلا تذبل ولا تصفرّ على كرّ الأيام. سنين عدداً وسنين أخذ يحبوها ذوب روحه، ويكنّ من قلبه حريز كما تُكنُّ نفائس الدرر وذخائر الكنوز بعيداً عن جمحات الخواطر وشطحات الظنون فضلاً عن متناول الأيدي ومرامي الأبصار.