وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

لم يعد كما كان حين بدأ السعي، وزوّى[967] في نفسه حديثاً جاء لينفضه أملاً غالياً حلواً، ورغبةً مضطرمةً مشوّقة. سرعان ما تغيّر! ثبتت ملامح محيّاه، هجعت[968] رموشه، خشعت عيناه، وجبت جوارحه وأعضاؤه. بدا كأنّه كيان من السكون الأجوف، فلا يكاد يُسمع منه غير صوت الصمت الذي يوشك أن يظهر على شفتيه جَمْدُ أنفاسه! فلا نَبْسه[969] ولا همسة، لا جرس ولا حسّ، لا خلجة ولا حركة ... كلّ ما بقي منه آنئذ هو أعصابه، مكنون أحاسيسه، هدوء مهلهل يغطّي وجومه، وبسمة باهتة لا تداري عبوسه. فلمّا أحسّ النبي منه ما يحاول إخفاءه من قلقه واضطرابه، رأى أن يصل إلى حقيقة هذا الذي يعانيه بمسبار[970] نظرة كاشفة غاص بها إلى غيهَب[971] أعماقه. عندئذ تفتّحت له مغاليق ضميره، تحدّثت خفايا أفكاره، تجلّى سرّ أسراره. وتبسّم الرسول. ولماذا الحيرة؟ لماذا كتمانه؟ ثم شاء عليه الصلاة والسلام أن يهوّن على الفتى بعض ضغط الحيرة الذي يؤوده، فمسح على وجهه الواجم بنظرة ترفّق رحيمة، عسى أن تعيد إليه جنانه الذي تبدّد شعاعاً في أطواء حيائه. فسأله: «ما جاء بك؟ ألك حاجة؟». فاختلج فمه لحظة، ما لبث بعدها أن انطبق ليحتبس فيه ما عساه ينمّ عن خَبء