وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

كان الخفر دائماً، من أدانيه إلى أقاصيه، ممدوداً حوله كقوس الأُفق كلّما التقى برسول الله وإن لم تكن ثمّة لديه حاجة يريد أن يبسطها بين يديه، حتّى ليؤثر أنّه كان ـ وهو في مشهد منه عليه الصلاة والسلام ـ يوشك ألاّ يراه; مهابةً وإجلالاً، لم تمتلئ قطّ عيناه من محيّاه! فكيف لو همّ بأن يفاتحه في أمر الزهراء؟ ذاك الحياء! فأمّا الفقر فإنّه له رفيق وخَدين[960] وقرين ... أحبّ رفيق، أخلص خَدين، ألصق قرين ... كانا لا يفترقان. وكانت الفاقة هي كنزه الثمين الذي يحرص عليه، وتغنى به نفسه، كأنّما له فيها الغناء كلّ الغناء. وما الذهب؟ ما النشب؟ ما المال؟ إنّه ليزهد في الحياة، نفس الحياة، فهل تراه يحفل كثيراً أوقليلاً بالعروض والمتاع؟ إنّما الثراء ـ فيما يرى ـ كالثرى، قيمته كقيمة التراب! وكلٌّ هباء. وإنّه لراض بأن يعمل لغيره بالدانق والدرهم حتّى تمجل[961] وتتقرّح يداه، وإنّه ليتصدّق أحياناً بما يؤجر به، ثم يبيت على الطوى إلاَّ شربة ماء، وإنّه ليأكل اليابس الصلب من الخبز بغير إدام، أو مغموساً بخلّ أو ملح، فإذا نصيبه من طعامه هذا طوال يومه شبعة وجوعتان، وإنّه ليلبس الغليظ الخشن من الثياب مرقوعاً، تتجافى عنه الجوارح ولا تطمئنّ الجنوب. فما الذي إذاً في يمينه ليُقدّم كما يُقدّم الخُطّاب؟ * * *