وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

حتّى التبع والأولياء كانوا يلمّحون برمْق[962] شعورهم، أنّ عليّاً أولى بفاطمة، وأنّها أولى به وإن تكاثرت عليها الرغبات. على ما يلوح، كانوا ضنينين[963] بها أن تصبح سكناً لغيره من خيرة الناس، لا يرتضون لها بديلاً عنه مهما استطال الجاه، وعلا المقدار بالبدائل والأغيار، كانت أُمنية أمانيهم أن ينتهي بهما المطاف إلى عشّ الزوجية السعيد. فهل أغراهم بامتثال ضنّهم ذاك أن ألفوهما عبر السنين متلازمين في كنف النبوّة الكريم تلازماً بلا انفصام؟ هل عطفهم إليهما أن جمعهما رونق الصبا، وميعة الشباب كما يجتمع في الوردة الرواء والعبير؟ إنّ للشباب لسحراً تتداعى له وتستجيب القلوب! أم الذي خالج نفوسهم في تلكم الآونة هو ذلك الإحساس الإشراقي المُلْهَم الذي يتخطّى بالمرء ـ أحياناً ـ مرائي الظروف القائمة، وصور الواقع الماثل، إلى الخفيّ المجهول الذي لن يلبث أن يحدث بعد حين وإن كان عندئذ غيباً مستوراً، ليس يدركه حزر الأحداس، ولا جري الأفكار فضلاً عن عيان الأبصار؟ وإذا كان بعض الأهل ونفر من خاصّة الصحاب قد تحدّثوا إلى عليٍّ برغبته، وتدافعوا إلى إماطة حيائه عنه، ليقدم على مفاتحه رسول الله، فمن المظنون أنّ أولياءه كانوا الأسبق إلى حثّه على وضع قدمه على أول الطريق، ليظفر بتحقيق حلم حياته الذي لا مطمع له سواه. يروي علي: قالت مولاه لي: هل علمت أنّ فاطمة خُطبت إلى رسول الله؟ قلت: لا. قالت: قد خُطبت!