وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

لكنّه لم يرض أن يفضّلوه، وقال: «إنّ الله لا يحبّ أن يرى عبده متميّزاً على إخوانه»[912]. ومضى وما شاء. وكان دائماً ينهى المسلمين أن يقوموا له إجلالاً وتعظيماً، إن أقبل عليهم أو أدبر عنهم، وما أحسبهم كانوا يفعلون هذا إلاَّ عن محبّة تفوق كلّ تكريم. ومع ذلك كان يردّهم عن فعلهم هذا، ويقول: «لا تقوموا لي كما تقوم الأعاجم، يعظّم بعضهم بعضاً»[913]. ذلك لأنّ هذا الذي يأتونه ينافي السويّة بين الناس، ويخالف خُلُق الإسلام، وقد يمثّل مظهراً من مظاهر السلوك ينضح بالخضوع لغير ربّ الوجود. وكان يمنعهم أيضاً أن يطروه، فربّما أَنِسُوا إلى الإطراء فقالوا فيه إلى حدّ التقديس، ثم أوغلوا في مساماته بالله كما فعلت طائفة من أتباع المسيح. كان يقول لهم: «لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنّما أنا عبدالله، فقالوا: عبدالله ورسوله»[914]. وهل من حاجة به إلى إطراء عبد قد يجيء ثناؤه عليه بوحي موقف عرض، أو عن خشية وهيبة، أو رياء ومداجاة[915]، وما هو بنافعه شيئاً لو قُدِّم له، ولا هو بضارّه شيئاً لو حُبس عنه؟ لا حاجة! فكفاه ثناء الله، وثناء الملائكة المقرّبين، وثناء صالح المؤمنين ... كفاه قول مالك الخلق والأمر فيه: (إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ