وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

فما أُرسل (إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)[900] وهو (بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ)[901]. والحبّ في الله هو الحياة الحقّة، وهو محور وحدة الإنسانية. وكانت رحمته ليست كغيرها من الرحمات; لأنّها من رحمة الله، يقول سبحانه: (فَبِمَـا رَحْمَة مِنَ اللهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ)[902]. فنفى تعالى عنه جلافة[903] الطبع والخشونة، وأثبت له السماحة واللين ورقّة القلب التي تجذب إليه أفئدة الناس. * * * بل امتدّت الرأفة فيه لتسع كلّ ذات ظلف وخُفّ، وذات مِنْسر[904] وجناح ، وذات جذر و أفنان ، لأنّهم جميعاً أحياء ، ينبغي أن تيّسر لهم أسباب الحياة. كان رفيقاً غاية الرفق بالحيوان، يوجب على البشر الرأفة بكلّ عجماء[905] حتّى لضَرَب مثلاً امرأةً «دخلت النار في هرّة حبستها، فلا هي أطعمتها، ولا هي تركتها تأكل من خِشاش الأرض»[906]. ولم يشُقَّ[907] على مطيّة قطّ، أو حمّلها فوق ما تطيق.