وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ومضوا إليه يسألونه أن يسلّم إليهم أولاده لينفقوا هم عليهم، ويكفوه أمرهم، قال الشيخ: دعوا لي ابني عقيلاً، وخذوا من شئتم. قال محمد: «لقد اخترت من اختاره الله لي عليكم». وأخذ علياً أصغر الأولاد، وكان جعفر نصيب حمزة، وكان طالب نصيب العباس[865]. وحتّى بعد أن بُعث محمد رسولاً، وانشغل عن مطالبه الدنيوية والسعي الجاهد في طلب الرزق بنشر دعوة السماء، واستنفد جهاده على كرّ السنين ـ أو كاد ـ ثروة خديجة، ظلّت الفتاة تحيا حياةً «مستورة» إن لم تكن ميسورة. * * * ثم دعنا نتساءل: هل الحزن منقصة؟ بل هو دليل رقّة الحسّ، ورهف الشعور. وما القول في صغيرة درجت في دار أبويها، والدار يومئذ مقبلة على أمر جلل، لا يرقى فقط فوق تفكير الصغار، بل عن مدارك الكبار. فلقد أوشكت نشأة الزهراء أن تكون انطواءً وعزلةً. إذ قاربت نشأة الطفل الوحيد في رحاب حنان صابر حزين يشملها به الأب الذي مات أبناؤه، ولا عزاء له من بعدهم غير عبء النبوّة الذي تأهّب له زمناً، ولا يزال يعاني من حمله ما تنوء به الجبال ... وتشملها به الأُم التي جاوزت الأربعين[866]، وبقيت لها في خدرها هذه البنية الدارجة: صغرى ذرّيتها. والحنان على الصغرى من ذرّيتها بعد فراق الذرّية كلّها، بالموت أو بالرحلة، حنان لعَمْر الحقّ صابر حزين. ولقد نعمت الزهراء بهذا الحنان من قلبين كبيرين: حنان أحرى بأن يعلّم الوقار،