وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

الأب على التعجيل يتزويج ابنته وهي لمّا تكد تخلع إهاب[853] الطفولة، اتّقاء تلك المخطورات التي ادّعاها قومه، وادّعاها آباؤهم الأولون; تعلّلاً بها لوأْد البنات فكراهية إنجاب الأُنثى في ذلك المجتمع العربي أمر معلوم، وخلاص الآباء من بناتهم بقتلهنّ; مخافة العار، لم يكن منكراً يعاب! بل كان منحىً مطروقاً من مناحي السلوك العام، وكان أحياناً يعدّ في المكرمات! وقديماً قال شاعرهم: لكلّ أَب بنتٌ يُرجَّى بَقَاؤُها *** ثلاثةُ أصهار إذا ذُكِرَ الصهرُ فَبيتٌ يغطيّها، وبَعْلٌ يصُونها *** وقَبرٌ يواريها، وخيرهم القبر! ومن مأثوراتهم: أحبّ أصهاري إليَّ القبر[854]!! وقد سجّل الله عليهم سلوكهم البغيض هذا في قوله: (وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالاُْنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُون أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ)[855]. * * * لا غرابة إذاً في أنّ أُناساً قريبي عهد بسنين الجاهلية، قد نظروا إلى تأخّر زواج فاطمة من خلال العوامل البيئية والتقليدية، ومن ثم رأوه منافراً للقاعدة الاجتماعية العامة، ومخالفاً للعرف المألوف. ولم يصيبوا التوفيق، ولا أحسنوا استقراء الأوضاع. ذلك أنّ نظرتهم لم تكن محيطة، بل سطحية، مشدودة إلى ماضيّهم المظلم، فتعذّر عليهم التحرّر من ربقة الفكر الجاهلي القديم. إنّما الغرابة الحقّة تأتينا في كتابات كثير من جماعات «الاستشراق» الذين