وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

واليسار، إنّها دار خديجة بنت خُوَيْلد، التي عاش محمد فيها منذ الزواج. وهي منخفضة الأرض، يرتفع عنها الطريق ببضع درجات[839]، يصعد فيها قاصدها إلى ممرّ، على يساره مصطبة طولها عشرة أمتار، وعرضها أربعة، وارتفاعها قدم واحدة، فإذا اتّجه فيها يميناً فثَمَّ درجتان تؤديّان إلى طرقة ضيقة، ذات ثلاثة أبواب. أول هذه الأبواب يقع في الناحية اليسرى، ويقود إلى غرفة صغيرة كانت محراباً لرسول الله، يقضي فيه ساعات من الليل، وأحياناً من النهار، في تعبّد وتأمّل وخشوع، والثاني الأمامي منها يصل إلى بهو متّسع، هو مخدع الزوجين، والثالث ـ بالجانب الأيمن ـ لغرفة مستطيلة فسيحة كانت لبنات الرسول. وعلى طول امتداد المسكن، من الجهة الشمالية، فضاء فسيح، مرتفع عن الأرض بعض ارتفاع، كان لاستقبال الضيفان. وليس مسكن النبي ها هنا بدار هجرته كهذا ولا كذاك، إنّه نوع من المساكن، ما نرى سوى أنّ طبيعة الرسالة الإلهية ـ قبل ظروف البيئة ـ هي التي دعت إلى اقتطاعه من مسجد المدينة، أو إلحاقه به، على نفسه طراز المعمار. بخلاف ما يومئ إليه اللفظان، لم يكن كلاهما مطابقين لمعنييهما اللذين ترسمهما الحروف ... فلا دور[840] البيت كان مقتصراً على المبيت، ولا دور المسجد على السجود، بل كانت الدار بؤرة إشعاع النور، غالباً كانت مهبطاً للوحي، منفذاً لتسامي الأرض نحو السماء، كثيراً كانت تعقد به أهمّ اللقاءات بين محمد وصحبه أو مشيريه، أحياناً كانت تُبرم فيه أخطر الأُمور، مراراً عديدة كان يستقبل به وفود الباحثين عن الله ولم يكن المسجد مجرّد مكان لإقامة شعائر الصلاة، فالأرض كلّها مسجد، وأينما التقت جبهة خاشعة بمهاد طاهر من قماش أو إهاب أو حصير أو حجر أو حصباء، فثمّة وجه ربّك ما دام الله في القلوب.