وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وتبدّل أيضاً المهجر الطيّب اسماً آخر باسمه القديم الذي أعلمه بين القرى والمدائن، طوال القرون الغوابر التي عاشتها أجياله في أسفار التاريخ ... الآن أصبح «المدينة» وليس «يثرب» كما كان. فقد مَدَن[837] فيه الرسول وأقام، ودِينَ لشريعة الله، وملكه الإسلام. فلا «تثريب» اليوم، لا ملامة ولا عتاب، وقد أخذ يحثّ خطاه على المحجّة البيضاء. أمّا الدار بالمدينة التي أصبحت ـ بعد وقت قصير من الهجرة ـ منزلاً لآل الرسول، فلم تكن كمقام الأُسرة النبوية الصغيرة عند المسجد الحرام. كان ثمّة بمكة بيتان متقاربا الطراز، إن تكن الزهراء لم تعش إلاَّ بأحدهما، فقد رأت صنوه بلا ريب، وحدّثتها الروايات بما جرى فيه. فالذي عرفته عن مشاهدة وحديث، كان ذلك الذي أعرس فيه جدّها المفتدى «عبدالله» بجدّتها «آمنة بنت وهب» وشهد لقاءً لم يكد يتكرّر بين العروس والعروس، لأنّ حياتهما الزوجية لم تدم إلاَّ كمثل ومضة شهاب. ثم شهد ميلاد سيّد الناس والخلائق جمعاء، ثم شهد شطراً من حياته المباركة قبل البعثة بسنين ... وكان بيتاً رحباً، ليس أقلّ سعة من بيوت كثيرين من القرشيّين المنتشرة معه حول الكعبة الغرّاء. حين تُقدم عليه، وأنت قبالته، ترى درجاً حجرياً في صدر المبنى، يفضي بك إلى باب يُفتح إلى الشمال، إن ولجته صرت في فناء طويل عريض، له بجداره الأيمن مدخل إلى قبّة تتوسّطها[838] ـ بميل قليل نحو الحائط الغربي ـ مقصورة من خشب، كانت مخدعاً لذينك العروسين اللذين رحلا عن الدنيا وهما بعدُ في عُمْر الزهر. تلك دار ... وأُخرى بمكة أيضاً، أدعى إلى لفت الأنظار، عليها طابع الثراء